momo
عدد المساهمات : 52 تاريخ التسجيل : 14/06/2010
| موضوع: ايه النور الأربعاء نوفمبر 24, 2010 12:59 am | |
| وخلق الإنسان لعبادة ذاته المقدّسة. [1] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ.[2] ولا يمكن معرفة حقيقة العبادة دون معرفة حقيقة العبوديّة. لذا فإنّ معرفة ذاته سبحانه وتعإلی وأسمائه الحسني وصفاته العليا هي من جملة العلل الغائيّة والنهائيّة لوجود عالم التكوين. وأمّا الغاية القصوي والهدف الاعلی من تلك المعرفة، فهي الخضوع والخشوع للحيّ القيّوم والاصطباغ بصبغة العبوديّة، وارتداء لباس الذلّ والمسكنة في مقابل عِزّ كبريائه، ورؤية جميع عوالم الوجود كآية ومرآة لذات الحقّ، والخروج من قيود الغرور، والوصول إلی ذروة الإقرار والاعتراف بالفَناء والزوال والاندكاك في ذات الحقّ المقدّسة: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا. [3] والتحيّات الزاكيات والصلوات المباركات علی الانبياء العظام وملائكة الملا الاعلی، الذين أنقذوا بني البشر من سجن السبُعيّة والبهيميّة والشيطنة، وذلك من خلال المساهمة في إيصال الوحي إليهم، والذين عرّفوهم سُبل معرفة العبوديّة، وجعلوهم قابلين ومستعدّين للاستفادة من جميع المواهب الربّانيّة والمُتَع السبحانيّة. وبالخصوص علی سيّد الرسل وهادي السبل وعقل الكلّ، بداية البدايات ونهاية النهايات، سيّدنا محمّد ابن عبد الله صلّي الله عليه وآله وسلّم، وعلی صنوه وشقيقه ووصيّه ووزيره وصهره ووليّه وأخيه وخليفته، علی بن أبي طالب أمير المؤمنين السابق في إيمانه، والمتربّع علی كرسيّ مقام عزّ ذي الجلال، وناشر لواء الحمد بيده، ونائل المقام المحمود للشفاعة الكبري. وعلی ذرّيّتهم الطاهرة، الائمّة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين، لا سيّما مولانا بقيّة الله في الارضين الحجّة ابن الحسن العسكريّ أرواحنا فداه، الإمام الحيّ، والواسطة للفيض الإلهيّ، ومُفيض الرحمة والوجود من العالَم الاعلی وناشرها علی الماهيّات الإمكانيّة، وباسط نور الرحمة الإلهيّة من مقام غيب الغيوب والكنز المخفيّ، علی النفوس العالميّة، كلٌّ حسب قابليّته واستعداده. وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَآنءِنُهُ و وَمَا نُنَزِّلُهُ و´ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ. [4] ومنزل خزائن الجود والرحمة حسب إرادة الحقّ تبارك وتعإلی ومشيئته علی كلّ ذرّة من ذرّات ماهيّات عالَم الوجود، وموزِّع ذلك عليها كلّ حسب قوّته وما قُدّرَ له منها. مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَو'ةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَ نَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ. [5] نعم، فمنذ عودة هذا الحقير المسكين من النجف الاشرف في شهر شوّال المكرّم سنة 1376 ه[6] وحتّي هذا التأريخ، وهو شهر ربيع الاوّل من عام 1400 ه، كان محور البحث الذي دار بيني وبين الاشقّاء والروحانيّين الاعزّاء وسادة الإيمان، علی أساس تفسير آي القرآن والبحث والتنقيب في الروايات الواردة عن المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وكانت في أحايين كثيرة تتّضح مسألة تطابق الآيات القرآنيّة والاخبار النبويّة مع الحقائق، سواءٌ من ناحية الاستدلال الفكريّ والذهنيّ، أم من الناحية الوجدانيّة ومشاهدة الضمير، وذلك باستخدام البحوث الفلسفيّة والعلميّة من جهة، والمحاورات الذوقيّة والعرفانيّة من جهة أُخري. ولقد كانت لنا في مرّات عديدة وأوقات مختلفة بحوث خاصّة بمسألة التوحيد والولاية والمعاد، وتفسير الكثير من الآيات القرآنيّة والعديد من المسائل الفقهيّة والعلميّة. ومع وجود التفاسير الكثيرة والبالغة أكثر من ثلاثين نوعاً، فقد اعتمدنا أكثر ما اعتمدنا علی تفسير «الميزان في تفسير القرآن» تأليف سماحة الاُستاذ آية الله العظمي ال علامه السيّد محمّد حسين الطباطبائيّ التبريزيّ أمدّ الله في ظلاله السامية، وكان ملاذنا في البحث والتدقيق. وللتفسير المذكور مكانة سامية ومَعَزَّة غالية في نفس الحقير، وإنّه لذو مَعلَم خاصّ وفريد بين التفاسير الاُخري. ولذا، فقد استقرّ رأينا علی تهيئة سلسلة كاملة من التفسير المشار إليه وذلك باللغة الفارسيّة وبإنشاء سهل وتحرير مُدرَك وسلس، يحوي جميع المواضيع المذكورة فيه، حتّي يتسنّي للإخوة الناطقين باللغة الفارسيّة الاستفادة كما يجب وبأقصي ما يمكن من ينابيع «تفسير الميزان». ثمّ رسا بنا المقام، ولاسباب معيّنة، إلی تأليف رسالة مستقلّة عن كلّ من المواضيع المتعلّقة بالابحاث العقائديّة والاحكام التعبديّة والمسائل الاخلاقيّة والاجتماعيّة، حتّي يتمّ بحث كلّ موضوع من تلك المواضيع بتفصيل أكثر وإطناب أوسع، تُستَوفي فيه متعلّقات ذلك الموضوع كافّة، فتزول بذلك كلّ الإشكالات والشبهات والاسئلة، وتتّضح جميع جوانب ذلك الموضوع بشكل كامل ووافٍ. وكان مجموع ما بلغ من تلك الرسائل حتّي الآن حوإلی مائة رسالة، كرسالة إعجاز القرآن، وإعجاز الانبياء، ورسالة الشفاعة، ورسالة الولاية، ورسالة الإمامة والزعامة، ورسالة النبوّة، ورسائل متفرّقة في أحوال وسيرة الائمّة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين، ورسالة في البرزخ، ورسالة في القيامة، ورسالة في الحشر وقيام الإنسان عند الله، ورسالة الميزان، ورسالة الصراط، ورسالة العبوديّة في الإسلام، ورسالة الصلاة، ورسالة الوجوبَينِ العَينيّ والتعيينيّ لصلاة الجمعة في جميع الازمنة، ورسالة الصيام، ورسالة الحجّ، ورسالة الجهاد والحكومة، ورسالة القرض الحَسن والربا، ورسالة الملكيّة وطرقها المشروعة وغير المشروعة، ورسالة الحقوق العامّة، ورسالة حقوق المرأة، وغير ذلك من البحوث الدينيّة والعلميّة، والتي هي صُلب ما يحتاج إليها شبابنا في العصر الحاضر وأجيالنا في المستقبل. لكن، وممّا يُؤسَف له، لم يُنجَز من تلك الرسائل إلاّ النزر اليسير وذلك لكثرة الشواغل العلميّة والاُمور الاجتماعيّة التي كانت تحيط بي، والتي حالت دون وصولي إلی الهدف المنشود. إلاّ أنّ العناية الإلهيّة شملتني، فتمكّنتُ من جمع المواضيع القرآنيّة والتفاسير الروائيّة والعلميّة والاجتماعيّة والتأريخيّة والاخلاقيّة علی شكل سلسلة علميّة سمّيتها «دورة علوم ومعارف اسلام» (سلسلة العلوم والمعارف الإسلاميّة) بحثتُ فيها تلك المواضيع ووضعتها بين يدي الإخوة الاعزّاء، فلم تَقلّ أهمّيّة عن ذلك الهدف المنشود. وهذه السلسلة من العلوم، هي من قسم العقائد وتنقسم إلی ثلاثة محاور رئيسة هي: معرفة الله ، و معرفة الإمام ، و معرفة المعاد ، وتعالج ثلاثة مواضيع مهمّة: مسألة التوحيد و الولاية و المعاد . وأمّا في أقسام الاحكام والمسائل فتشمل أبحاثاً حول القرآن والصلاة والصوم والحجّ والمسجد والدعاء والربا ورؤية الهلال في شهر رمضان ولزوم اشتراك الآفاق بالنسبة إلی الدخول في الشهر الجديد، وحول جهاد وقضاء وحكومة المرأة، وتفسير الآية الكريمة الرِّجَالُ قَوَّ مُونَ عَلَی النِّسَآءِ وبعضاً من الاحكام الاُخري والتي تمّ تأليف معظمها، وسيتمّ وضعها بين يدي القرّاء لدراستها ومطالعتها إن شاء الله تعإلی. وهذا هو القسم الاوّل من سلسلة العلوم والمعارف الإسلاميّة «معرفة الله» . وأصل هذه الابحاث مأخوذ من تفسير الآية المباركة اللَهُ نُورُ السَّمَـ'وَ تِ وَالاْرْضِ ، حتّي آخر الآية الكريمة وَاللَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ . وقد تمّ فيها معالجة مسألة التوحيد الذاتيّ والاسمائيّ والافعإلی لذات الحقّ المقدّسة، وكيفيّة وجود عالَم الخَلق، والربط بين الحادث والقديم، ونزول نور الوجود في ظواهر الإمكان، وحقيقة الولاية وربط الموجودات بذات الباري تعالي'، ولقاء الله والوصول إلی ذاته المقدّسة بالفَناء وباندكاك الكينونة المجازيّة المُعارة في الوجود المطلق والكينونة الاصيلة الحقيقيّة. نسأل الله الربّ الودود والمنّان أن يوفّقنا في إنجاز هذه المهمّة التي نسعي جاهدين في إتمامها، دون أن ندّخر أيّ جهد ووسع في سبيل ذلك، وأن يتقبّل منّا هذا العمل البسيط بكرمه وفضله، وأن يسدّد خطانا بجوده ومَنّه. إلَهِي... وَأَلْحِقْنَا بِعِبَادِكَ الَّذِينَ هُمْ بِالبِدَارِ إلَيْكَ يُسَارِعُونَ، وَبَابَكَ عَلَی الدَّوَامِ يَطْرُقُونَ، وَإيَّاكَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَعْبُدُونَ، وَهُمْ مِنْ هَيْبَتِكَ مُشْفِقُونَ؛ الَّذِينَ صَفَّيْتَ لَهُمُ المَشَارِبَ، وَبَلَّغْتَهُمُ الرَّغَائِبَ، وَ أَنْجَحْتَ لَهُمُ المَطَالِبَ، وَقَضَيْتَ لَهُمْ مِنْ فَضْلِكَ المَآرِبَ، وَمَلاَتَ لَهُمْ ضَمَائِرَهُمْ مِنْ حُبِّكَ، وَرَوَّيْتَهُمْ مِنْ صَافِي شِرْبِكَ؛ فَبِكَ إلَی لَذِيذِ مُنَاجَاتِكَ وَصَلُوا، وَمِنْكَ أَقْصَي مَقَاصِدِهِمْ حَصَّلُوا.[7] إلهي! سهّل لنا سبلك حتّي لا نري غيرك ولا نعرف أحداً سواك. وأوصِل ذاتنا وكياننا إلی مقام الفَناء، حتّي تنعدم كلّ ذرّة من الانانيّة والعجب في وجودنا، فنكون عبيداً خالصين مخلصين لك العبوديّة، بمحمّد وآله الطاهرين صلواتك وتسليماتك عليهم أجمعين، والسلام علينا وعلی عباد الله الصالحين، والحمد للّه ربّ العالمين. | |
|
بنوته توته
عدد المساهمات : 52 تاريخ التسجيل : 03/03/2010 الموقع : السعوديهـ - المدينهـ المنورهـ..}~
| |